الاحداث

وطني وكفي

‎زمنى اللِى لىْ‎الما علَىْ ‎وطنى البريدك ‎مِنُّو لىْ ‎وطنى البيمْرُق ‎من حشايا ‎مع الله لىْ ؟! ‎وطنى ‎البَهَدْهِدُو ‎فوق إيدىْ ؟!...‎وطنى ‎البوَسِدُو ‎من حنان صدرى ‎وبغطّى ‎بضىْ عينىْ ‎وطنى ‎الصِبَىْ ‎وطنى ‎الأبوى ‎اُمَّى وأخَىْ ‎وطنى ‎البساهْرَك ‎والبَذاكْرَكْ ‎حىْ فى حىْ ‎سكنى ‎البسافرَكْ ‎بين ‎"مشاعِر" ‎وبين ‎"لؤَىْ"...‎يا المابْ ‎أصُدْ لَكْ ‎بى قفاىْ ‎يا المابْ ‎أفوتكْ ‎بى وَشىْ ! ‎دمَّى ‎البحَرْسُو ‎من الصقور ‎لحمى ‎البحاحِيلُو الحِدَىْ !...‎نغمى ‎البلاهُو ‎ولا طيور صدَحَتْ ‎ولا نقرَشْ...

Read More...

مشايلة

أشايِل بي فَرَح عَينيك تَرَح دُنياي عَساي أقدَر واكُون خآيِل مَع السِكه العَليها خُطاي وأمِش صابِر كمان خابِر شِنو الجَرِح النَتَح جُواي شُنو الحارِيهو لوباكِر طَلَع بالصُحصُحُن ضَواي وأجيك في مُقتَبَل عِشقي وأوَج الشوق وأصابِر في تُراب راجِي السِحابي الفوق أصنقِع للتِرَيّه يرقرِقِن عَينيّ انا المَحرُوق أنده يامَطَر حِس الشُدَر مَخَنوق والطين إنهَجر قُمرينا حِرم القوق لاتَسقِي البَحر تَدشُر رِعود وبِروق لاترمي العُشَر ورِمت الخَلا المَعَيوق لو قوات بَشَر لابشتَهِنو النوق ترِّع في مَتَر كاشحِلها المارُوق...

Read More...

صح يابا

صح يابا في الجامع في تمساح انبطح؟ أي الحسن يابا التماسيح مسلمين؟   لا مجرمين لابسين  دقون  شايلين  سبح ماتضربوهم  بالسلاح  وتكتلوهم  تاح  تراح والضو سرح... الضو سرح وامونة صوتها من البعيد ... حلقها انجرح نوم ياقشر... نوم قبل اجيك

Read More...

اماسي الحنين

الاسمالاعداد اماسي الحنين اسامة حمزة Your browser does not support the audio element.

Read More...

نداء

‎نداء ‎بِخصُوص جمع تُراث الشاعر الراحل محمد الحسن حسن سالم -- حميد يتوجه الموقع بنداء لكل المهتمين أن يمدواننا بنسخ مما لديهم من قصائد، صور، مذكرات، ،تسجيل صوتي او فيديو يمكن إرسال النسخ بالبريد الالكتروني   ملحوظة: ان كان لديك كاسيت اخبرنا وسوف نحوله الي ديجيتال        

Read More...

فهرس المقال

 

الملامح الدينية في شعر حميد :
 
إن حميد في شعره يتحدث إلى مجموعة من الأفراد إذن لابد له من أن يستصحب معه أعرافهم وتقاليدهم ولا يجب أن يهمل المعتقد الديني كعامل مهم ومؤثر في حياة الأفراد ، فرؤية حميد للدين إذا تأملناها وجدناها رؤية عميقة من حيث التناول والفهم ، ولم يذكرها لمجرد إقبال الناس عليه أو خوفا من أن ينعت باللادينية وحميد أخذ أجزاء كثيرة في شعره من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وسيرة وأقوال صحابة وإذا أردنا أن نتصفح بعض هذه النواحي في شعره نجدها كثيرة فخذ مثلا في قصيدة "الضو وجهجهة التساب" المعروفة باسم (البحر) إذ يقول حميد :
 
والضو شطب جهة اليمين من حجا إلى أن آمنين
وبيَّن بي دمو البسملة 
وبي خط خلاويهو المكعوج والحرف واضح تخين
بي دم وطين 
الضو كتب فوق باب أمير المؤمنين 
" ما ضر بيت أبي لهبْ
لو ظلَّ بين المؤمنينْ
لـو جاء فينا ما ذهبْ
يا مسلمين بغير دينْ"
ومضى اسمو بين قوسين (غضبْ)
والمية أوووو كاللظي 
رمت الدهاليز والأوض بس فضل الباب العظة 
 
إننا إذا نظرنا إلى سيرة المصطفى لا يخفى علينا التشبيه الشديد لهذه الأبيات وحادثة المقاطعة بين قريش وآل عبد المطلب التي كتبت في الصحيفة وعلقت في داخل الكعبة وكانت كلها ظلما وجور فأكلتها الأرضة كلها ولم تترك إلا كلمة " بسمك اللهم" ، فإذا نظرت إلى هذه الأبيات مرة أخرى أليست هي نفسها أن يسقط البيت كله إلا الباب الذي سجل فيه الضو ما يريد كأن البيت هو صحيفة قريش بكل دهاليزه وغرفه أما الباب فهو كلمة الحق الوحيدة بما سجله فيه الضو مثل كلمة "بسمك اللهم".
والأبيات نفسها تحمل رمزية شديدة فالضو لم يشطب الفعل رفضاً للدين ، إنما شطب التظاهر والتفاخر بالمظاهر الدينية فهو عندما شطب (حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً... أدخلوها بسلام آمنين) لم يشطب الدين إذ أنه (بيَّن بي دمو البسملة) لكي تكون بداية ما يريد أن يكتب فهو يجعل الضو ذو خلفية دينية تعرف الدين جيداً (بي خط خلاويهو المكعوج )ويوضح لماذا فعل ذلك بـ(يا مسلمين بغير دين) واستخدام كلمة مؤمنين له دلالة عميقة إذ أن بيت لبي لهب لا يضر إذا ما كان بين المؤمنين الحقيقيين ولكنه بين مسلمين اسماً فقوله تعالى يفرق بين الإيمان والإسلام : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان إلى قلوبكم ) فالفرق بين الإيمان والإسلام هو الفرق بين الدين والتظاهر بالدين .
وهو عندما يتحدث عن المنادين بالدين لغرض أو مدعيي التدين يقول ليفضح ممارستهم التي يتسترون بالدين لفعلها:
 
فِقرا تغش الله وتخش بيتو وتسرقو ورا العشا 
 
أنظر كم من الملامح الدينية في هذه الكلمات على قلتها "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون" فالدين الذي لم ينهى هؤلاء عن الغش والسرقة بعد صلاة العشاء ليس ديناً حقيقياً كما يقول وضاح عثمان عبد الجليل :
 
يا مؤمنين .... لو كان دا دين ..
تبت أيادي المسلمين
تبت أيادي الما بيكفر 
ويطرش هتاريش اليمين
 
إذ أن الدين في نظر هؤلاء هو ممارسة الشعائر فقط دون اعتناقها اعتناقاً فعلياً ، وحميد يرفض أن يكون الدين عباءة يلبسها اللابسون لغرض في نفوسهم ونفوسهم لم تتشبع بأهداف الدين النبيلة فالله ليس حكراً على أحد بل هو سميعٌ لكل من دعاه قريبٌ لمن يلوذ به والدين غنى عن ترف المظاهر فخذ قول حميد في قصيدته كرويات مخاطباً أحد الذين يخادعون باسم الدين: 
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها الكعبة مكاوي تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى 
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ما رد الخالق دايما "أيوة"
أقوى ولف بشكيرك فوق الراس النشف غيرك لا تستهوى
 
فهذه هي الطريقة الظاهرية للدين إذ يكون الحجر الأسود عبارة عن صابونة ، والتقوى إنما هي ثوب قابل للاتساخ والكي بعد أن "يتكرفس" ، فالدين ليس ثوبا يتسخ فيخلعه الإنسان في الكعبة المشرفة ليغسله بالحجر الأسود ، أما الكعبة في وجهة نظر هؤلاء إنما هي مكوة تزيل "الكرفسة " في هذا الثوب ، أما مشروع الدين فهو واجب من الله لا يحتاج لدراسات الجدوى من قبل الحكام ليتبينوا الربح والخسارة فيه ، والله لا يستمع إلى بعض العبيد ويتجاهل البعض الآخر (ويات من قال "يارب" من قلبو ما رد الخالق دايما "أيوة" ؟) لأن الله تعالى يقول :"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي .." والرسول يقول :" أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة " وحميد في نظرته للدين لا يعمد إلى النظرة الضيقة أو ينظر إلى الشعائر التي هي عبارة عن مظهر دون جوهر ، بل يعمد إلى الجوهر وينفذ إليه كنفاذ الضوء من الزجاج دون أن يكسره أو يخدشه ، ففي قول حميد في قصيدة الضو وجهجهة التساب انه لا يريد أن يصلي ويقرأ القرآن كالغناء ... بل يريد أن يستحضر جلال الموقف ولوازمه من طهارة القلب والجسد ، وطهارة القلب بحسن المقصد وطهارة الجسد حسية بالنظافة التي تعذرت لأن مكان قضاءها قد ذهب مع طوفان البحر ثم يستحضر الحمامة التي بعثها نبي الله نوح لتعرف هل يبست الأرض أم لا فيخاطبها قائلاً:
 
صلاية قرآن غير غنا 
صل ياحمام قدامي أنا 
غرقان لي في أنجاس لي هنا 
ما شال مراحيضنا البحر 
طفَّح زفارات كم سنة 
بي إيش أتوضأ وأغتسل ؟
بي إيش يا ربنا ؟؟
 
ففي مرارة التساؤل تلمح الحوجة ولكن إذا علمت أن الضو في هذا التساؤل كان وهو في لجنة الفيضان لعلمت أن السؤال ليس لحوجة المياه فالمياه موجودة ولكنها ليست صالحة كما أن إدعاء الدين وشعائره موجودة ولكن هل هي صالحة ونقية أم أنها كالمياه التي غرق فيها حتى رأسه ولم يجد رغم ذلك الماء الذي يجعله طاهراً للوضوء؟
 
 
 
أما في قصيدة الحرية فتلمح قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" كلكم لآدم وأدم من تراب " في قول حميد الذي قدم السلام الذي هو المرادف للإسلام ، كما ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرؤ ما نوى " فطريقه بياض النية كما قال ، والأروع أن الخطاب في القصيدة ليس موجها لفرد معين أو جماعة معينة بل لكل ابن آدم:
إنساني شعوب تتسالم ...... نتسـالم بي حنية 
على نخب الود نتنادم ...... لا جنس ولا لونية 
لا عرق لا آهـنتقادم ....... سكتنا بياض النية 
مش كلنـا مـن آدم ؟ ...مش آدم أبو البشرية؟
السجـن إذن يترايم ........نبنيه قـلاع ثورية
مد كفك يا بني آدم .........حرية سـلام حرية 
 
بالرغم من روعة التناول في هذه الأبيات ورغم أن حميد اتجه فيها إلى لزوم ما لا يلزم حيث قيَّد نفسه بقافيتين إحداهما في صدر البيت والثانية في عجزه إلا أن السمة الواضحة هي ربطه في الصياغة الأبيات للسبب الديني ومن ثم يعقبه الهدف الذي من أجله صاغ القصيدة : 
مش كلنا من آدم ؟ ..... مش آدم أبو البشرية
السجن إذن يترايم ....... نبنيه قـلاع ثورية 
مد كفك يا بني آدم ........حرية سـلام حرية 
 
وتظهر كذلك اللمحة الدينية واضحة في شعر حميد في قصيدة من القصائد التي لم تلق شهرة واسعة كالسرة وست الدار والجابرية رغم أنها ممتلئة بالكثير من المعاني الجميلة وهي قصيدة "البحث عن ذاكرة لوطن مفقود" وفيها يقتبس حميد من الآيات القرآنية التي نزلت في استشهاد الصحابي الجليل مصعب بن عمير خير فتيان مكة في الجاهلية والإسلام وتحض على الثبات على المبدأ حيث يباشر حميد صياغة معنى بهذه الآية حيث يصوغ عليه كلمات تطابق المعني حينما يقول :
فينا من روَّح فدايتك ..
وفينا من لا زال …
وفينا 
ما في من بدل لرايتك 
 
أليست هي نفس الآية :" ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ".
كما إنني ألمح في قول حميد في قصيدة "مصابيح السماء الثامن" حينما أراد حميد حث الجمهور إلا أن يتمثل قصة السيدة أسماء بنت أبي بكر عندما جاءها ابنها عبد الله بن الزبير حينما حاصره الحجاج في مكة فذهب إلى أمه يستشيرها فقالت له :" بئس العبد أنت إن كنت تدافع عن الباطل فقد أهلكت نفسك وأصحابك ، وإن كنت تدافع عن الحق فامضي لما مضى له اخوتك " فقال:" يا أماهـإنما أخشى التمثيل بجثتي فقالت قولتها المشهورة :" إن الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها ". فتمثل حميد قولها في قصيدته حيث يقول : 
 
"ما ضر من بعد الغرق 
جوف الضحية إذا إنشرق ؟"
 
ثم يحض نفسه على مواصلة ما بدأه قائلاً:
يا سيفي هوبي على الكتل
 
وحميد يقسم الناس إلى فئتين لا غير ... فئة تأخذ الدين وسيلة للوصول إلى رغباتها وغاياتها دون أي إيمان حقيقي بهذا الذي تنادي به ، بل هو درع تستتر به من الناس وهذه الفئة محسوبة على الدين تضره ضرراً بالغاً أكثر من الذين يجاهرون بعدائهم للدين ، والفئة الثانية فئة مخدوعة بوهم الاعتماد على الغير في رفعة حالهم وليس للدن مكانة عندهم فهو يقول على لسان ست الدار:
واتذكرت كلامك لي 
اتذكرت كلامك لي ...
إنو في ناس لاعبين بالدين ...
وناس لا عبابا الأمريكان 
 
وهو بهذا لا يبتدع بدعة جديدة في النظرة العامة التي كانت سائدة عن الدين والرأسمالية ، رغم أنه هنا يقف بصورة غير واضحة مع الدين فهو ينزه الدين ويجعل الخطأ في الذين يطبقونه فيقول (ناس لاعبين بالدين) وليس الدين هو الذي يلعب بالناس ، بينما ذكر أن الرأسمالية هي التي تلعب بالناس. 
وفي قصيدة السرة بت عوض الكريم يقول :
من بعد ما انبلج الفرج من ضيقا ...
خدعوها بي حيلة كتاب
رفعوهو فوق سن الحراب
 
وهي إشارة واضحة لما حدث في الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وخدعة عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري في رفع المصحف على أسنة الرماح عندما كاد جيش علي أن ينتصر وما أعقبها من انقسام بين صفوف ابن أبي طالب ووجود الخوارج الذين خرجوا عليه لا تخفى على أحد ، وحيلة رفع المصاحف على أسنة الرماح هي الحق الذي أريد به باطلا لذا نجد أن حميد يرمز إلى خديعة الشعب بنفس طريقة الحق الذي أريد به باطلا. 
 
 
 
 
والجانب المسيحي في الدين نجد أن حميد لا يتجاهله بحكم انتماءه للدين الإسلامي إذ يقول حميد:
اشتكيتك لي القمر 
لما أنسام السحر
الرياحين والزهر
شهدوا لي عليك يا إخية
جاء القمر سواك برية
وباعتزاز في إبرة حية
صاح في جمعنا يا برية
من يكن من غير خطية
 
فهو يأخذ قول السيد المسيح عليه السلام حينما قال :" من كان منكم بغير خطيئة فيرمها بحجر" ، فهو في هذه القصيدة يشكوها بشكوى واضحة بشهودها وحكمها ، فالحكم هو القمر والشهود أنسام السحر والرياحين والزهر ورغم الشهود فإن القمر يبرئها من التهمة المنسوبة إليها آخذاً قول السيد المسيح :" من كان منكم بلا خطيئة فيرمها بحجر" فيتجرأ هو ويرمها ولكن ... بالتحية 
وحميد يورد ذكر الكثير من الأنبياء في قصائده ، وتجد إشارات جمة لقصص الأنبياء بما يتوافق وحال القصيدة التي ذكرها حميد وهو بهذا يلقي في أذن المتلقي ألوانا شتي من الخلفية الدينية ففي قصيدة البحث عن ذاكرة لوطن مفقود يقول:
(يوسف) الفي الجب يمرق 
ضاربا ريقة اليلقي قوت 
روقي أكنك ..
واللا كنك ..
تاوقي في البحر الخرافي ..
(يونسك) في ياتو حوت 
سمَّ ينده جوفو حافي ..
وهطينا علي الأثافي ….
وهبي نارك لا تموت 
يا حمامة غار (محمد ..)
يا خيوط العنكبوت 
 
 
ففي أبيات قليلة كهذه نجده يذكر سيدنا يوسف عليه السلام وقصة إلقاءه في البئر ، ويذكر سيدنا يونس عليه السلام وهو في جوف الحوت ، وكذلك يعرج على قصة الهجرة لرسولنا الكريم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه في الغار مع الحمامة والعنكبوت ، والقاسم المشترك لكل هذه القصص التي حدثت للأنبياء نجد الانقطاع التام عن العالم فالبئر والحوت والغار هم من أكثر المناطق خفاءً وعزلة في الأرض ، وإذا ما ذكر أحد هؤلاء الأنبياء عليهم السلام ففور السماع تتبادر إلى الذهن القصة بكامل حذافيرها.
 
ثم وفي نفس القصيدة يأتي حميد لذكر قصص بعضا من الصحابة الإجلاء ومنهم من ذكره بالاسم أبو ذر أو بالقصة كمصعب بن عمير أو قصة سارية وعمر بن الخطاب فيقول:
 
فينا من روَّح فدايتك ..
وفينا من لا زال …
وفينا 
ما في من بدل لرايتك 
وانتي في ذات السكوت !!!
التراب يتشهي حنك ..
السحاب عابر يفوت 
واللا يكمد للعيون 
بالغبار غمة وسوافي 
وأنتي يا آخر المرافئ
يا أم وجوداً صار خرافي 
في صحاريك داخ غفاريك ..
من برد زمنو الرعافي 
دون كواريك ..
مات واتاريك 
غبتي بي كل المرافئ
يا لساريك .. لاك موافي 
لا كمان قادرين نسيبك
نمشي في الزمن المجافي 
ما عهدناك عاد تخافي 
 
أما ما لا يريده حميد فهو جعل الدين وسيلة من الوسائل لكسب الدنيا وإلا هجر الدين سوى كان الدين الإسلامي أو المسيحي أو غيره ، فحميد في نظرته للأديان لا يفرق بينها بل يعلم أنها جميعها أديان الله وهو في نظرته للممارسات غير الصحيحة باسم الدين نجد غضبه للإسلام نفس غضبه للمسيحية وفي نقده للدينين بمنظور واحد فحين يقول :
إلا يا .. آخ … ما لقينا 
الجوامع مستباحة .. 
والمصلين صر جنب 
الكنائس جالبا دينا !!
والمدينة تبيع عوينا !!!
لي النخاسية الغرب 
لي اللحاسية وعقب 
تشتري آفات الرعب 
 
فحتى في نقد حميد للممارسات باسم الدين نجده لا ينسى تنزيه الدين من النقائص ، فالجوامع وقع عليها فعل الاستباحة من المصلين الذين لم يراعوا حقوق الدين فهم كلهم عليهم الجنابة (صر جنب) ، أما الكنائس فهي تعرض دينها للبيع وربما تكون هذه إشارة لممارسة قديمة هي بيع صكوك الغفران ، كما في استفظاعه لهذه الممارسات يقرن بها بيع الأبناء لتشتري بها أشياء هي من باب الآفات المرعبة. 
 
وحميد أيضاً يقول في قصيدة السرة بت عوض الكريم في نفس الغرض منزها الدين جاعلا هذا الظلم من الذين يتحدثون باسمه فيقول:
 
 
ظلم الحُكم ياهو الظلم كان من جوامع كان كنيس
يبرا السما ...يبرا محمد سيدي يبرا المسيح 
 
 
فحميد يقرن البراءة من هذا الظلم لله ولرسله فقوله يبرأ السماء يقصد بها تنزيه الله تعالى من الظلم ، وحينما يقول يبرأ محمد سيدي يبرأ المسيح فهو في حقيقة الأمر ينزه الرسل والأديان من الظلم حتى وإن جاء من مكان ممارسة هذه الأديان وعلى يد من يتبعونه وباسم هؤلاء الرسل عليهم السلام ، وليس ذلك فقط فخذ قوله عندما افترض أن الدين فقد جوهره عند الناس وصار التعامل بالقشور ففي هذه الحالة يكون الحال:
 
تختا الدراويش الضريح ..
يسكن خلاوينا الجنون 
يهجر جوامعنا الإله
يا نورا آه ..
تطرح غيوم الشوق تئن ..
تشرق
تموت
خيل .. كلمة الحق التناهد في الشفاه
يعقر بسيمة الصح
مع لوبي الجروف 
تغرز ضريعات الحروف
ينشف مراح الأمسيات ..
تتمطق الأرضة المروق والأغنيات
اللّي الشروق ..
والأرض
والحب والمطر
تتضهب تتوه ..
 
فأي ضياع اكثر من ذلك إذا فقد الدين القدرة على غسل دواخل الناس؟
ونجد أن حميد ينزه الدين من أغراض كثيرة وأخطاء ارتكبت باسمه فهو يرى أن الدين برئ من هذه الوجهة بل ويدافع عن الذين لديهم الجرأة لمواجهة الأخطاء فهم في الغالب أناس شرفاء ولكن دفعهم للخطأ ومجابهته جعلت الناس أو أصحاب الأغراض تثير ضدهم الزوابع وتتهمهم في أنفسهم لينشغلوا بالدفاع عنها دون الدفاع عن الحق فحميد عندما جعل الضو يبكي في قصيدة البحر لم يكن البكاء الذي يصدر عن الرجل بكل عنفوانه هو بكاء الألم أو بكاء الحاجة بل هو بكاء القهر إذ يقول حميد :
الضو بكى 
بكى ما بكى 
بكاهو حس الطائرات 
بكاهو قدرتو تنتهي 
بكاهو يرجى المعجزات
بكاهو يقنع بالرحيل 
بكاهو ما كان الشدر ... ما الطير وما كان النخيل 
بكاهو كيف سد شبر... من موية يصبح مستحيل 
بكاهو يلغط في البحر ... والغيرو يشرب سلسبيل 
بكاهو البينضم في الغلط ... يا قالو ملحد يا عميل
 
فالضو رجل لا تهمه الثروات المادية فالشجر الذي يموت في الفيضان والسعية التي غرقت والنخل الذي هاجر عنه كلها أشياء لا تجعل الضو يبكي بل يبكيه ضياع بلاده والفرقة التي تحدث بين الشعب والحكام فعامة الشعب تعاني الأمرين (يلغط في البحر) والحكام في ترفهم ولذاتهم (والغيرو يشرب سلسبيل) وأيضا يبكيه أن الذي يتحدث عن الغلط تكال له التهم الجاهزة فهو إما أن يجرد من الدين أو يجرد من الوطنية فهو إما ملحد أو عميل ، وإذا تساءلنا عن علاقة حديثه هنا بالدين وكيف نفى عن هذه التهمة نجده يقول في الأبيات التي بعدها مباشرة على لسان الضو :
بكاهو آه .... ما هو الإله
يا دكة السلطة ودخانا وشملتا
 
فالإله ليس هو الذي أراد هذا فهذه ليست شريعته بل الذي أبكاه هو السلطة وما يتبعها من لذات حسية فالدكة كلمة لها معنيان ، الأول بمعنى المصطبة التي يجلس عليها الناس للسمر ، والثاني هي ما تستخدمه النساء في الزينة والتجمل للرجال والدخان إما أن يكون المقصود به دخان الطلح الذي تستخدمه النساء في الزينة أو يكون المقصود به دخان المشعوذين ودخان التبغ ، أما الشملة فمعناها ما تلتف به النساء للتعرض للدخان وهي تستر الجسد من أعلاه إلى أدناه فإما أن تكون هي المقصودة أو يكون المقصود بها ما يستر السلطة من مال وجاه وجبروت . 
 
وبعد أن يصف حميد كل هذا يعود فيقول :
 
يا مسمي محنتنا امتحان ... 
مرات قدر ... حيناً غضب 
ناكر جبيهتنا وصلاةً صلتا 
يوم يمحق الصاح الختا 
وين تمشي من غضب الغلابة 
اللابكتلك نازلتها ولا شكتلك علتا ؟
لملم خرافاتك عليك 
ما حرقت نظريتي ليك 
بس روحنا حقرتك سلتا 
وبنجيبها ضربتنا وتصيب في حزتا 
وفي حزتك يا بيتنا كب 
ويا بيت أمير المؤمنين إت إتنكب ... إت إتنكب
 
وأجمل ما في هذه الأبيات أن تترك بلا تعليق سوى ما يفهمه القاري بفطنته.