قصائد الشاعر محمد الحسن سالم حميد متداولة كما العملة، ونبرات صوته وهي تتلي القصيدة تخرج من أجهزة التسجيل في القرى والحضر.. والشاعر الرائع تسابق معجبوه من كل مكان للقائه بدار «المشاهد» فكان تأخر الطائرة عن موعدها سبباً في عدم اللقاء وقرار آخر حرم معجبيه من معانقته بنادي الزومة.. وكان لا بد أن يتم هذا اللقاء على صفحات شاهد العصر والتي جلس فيها شاعركم الكبير لساعات طوال وهو يشد محاوريه الاساتذة ازهري محمد علي ـ عبد المنعم شجرابي ـ الهادي أحمد هارون ومحجوب محمد أحمد بحديث رائع وطويل..
فإلي مضابط الحوار
**********
لاحقتني المضايقات في قريتي «نوري» وأنا مجرد «تربال
»
خرجت من الودان بوصية من مصطفي سيد احمد واحلف بالله أنني لم تكن لي رغبة في الخروج لكن
كنت اريد ان اكون قريباً منه لأعيش معه لحظات المرض
مصطفي سيد أحمد لم يمت .. بل تم اغتياله
**********
الغربة مضاد حيوي للإحساس بالوطن وها هو حميد يعود لهذه الأرض الطيبة هل يمكن أن تعكس لنا إحساسك وانت الآن في السودان؟
ـ مثلي ومثل أي«زول» طوّل من اهله وجاء راجعاً لهم ويمكن أقول ان الاختلاف وزيادة الخير اني اعود لأهل ولبلد بحالها والاحساس هنا وبعيداً عن الصورة الخاصة يجب ان يكون احساساً بالمسؤولية بمعني أنك اذا كنت غائباً لفترة طويلة عن أُناس يشتهونك وانت تشتهيهم بعد ان رافقتهم لفترة وانقطعت عنهم وان كانوا هم يجدونك من حين لآخر عبر الكاسيت أو بالاخبار المحمولة ولكنك لاتجد أخبارهم وانا عدت لارتبط من جديد بهؤلاء الناس واقول لكم ان معظم الناس الذين يسمعون شعري هم أصحاب اكثر من كونهم مستمعين أو معجبين وصحيح اننا خرجنا من وسط هؤلاء الناس لكنهم بقوا في دواخلنا وخرجنا من وسطهم لندخل فيه من جديد والظروف هي التي فرضت علينا الخروج فانا لست مغترباً وعندما خرجت من هنا عام 96 وكان من المفترض ان يكون الخروج قبل ذلك بعدة سنوات ايام حياة المرحوم مصطفي سيد احمد حيث كنت اريد ان اكون قريباً منه وليس من اجل ان نغني مع بعض فقط بل لأعيش معه لحظات المرض ولأستطيع ومن خلال مصطفي ان اغني الغناء الذي يمكن ان يصل للناس واقول ان مسألة الغناء هذه ليست مسألة اساسية فالشئ الاساسي هو العلاقة التي تربطني بمصطفي باعتبار اني اريد ان اتفقده وامارضه وأكون معه وبعد ذلك تأتي هذه الاشياء واقول إنه وبعد تلك المضايقات التي حدثت ابان وجودي في نوري وتواجدت هناك طوعاً واختياراً ولم يكن هناك نشاط أو ليالي شعرية بل انسان تربال وسط اهله وتخيل هذا التربال وهو يحمل الطورية ويخرج للزراعة وهو يحمل في رأسه هم انه سيلقي القبض عليه ويتم اقتياده الى اي جهة من الجهات ونحن بالرغم من وجودنا في البلد الا وانهم لم يريحونا ومنعونا من التواصل مع أهلنا واقول لكم سراً ولناس المشاهد كلهم فأنا في البلد نوري الصغيرة الضيقة التي يمكن ان ادخلها بيت بيت واتلو عليهم قصائدي بدون اي تحفظات فنحن في نوري عائلة كبيرة فيتم منعك من ان تقرأ الشعر في النادي وبخطاب رسمي هذا شئ .. والشئ الاخر انك تكون مدعواً لوجبة عشاء أو اي مناسبة في اي مكان فيأتوا لاقتيادك وكأنك كنت تجمع الناس لتحريضهم باسقاط الحكومة وانا اقول لم تكن هناك حكومة تم اسقاطها من نوري ولا أظن ان هناك حكومة سيتم اسقاطها من هناك ولكن كل ماكان يحدث في السنوات الماضية لم يتم لأسباب جديدة ولكنهم تعاملوا معنا وفقاً للفهم والاحداث القديمة وهذه «حكوى» مملة و«حكوى» سمجة عندما نجلس لنحكي عن كل ماكان يحدث منهم في حق شخص اختار طوعاً ان يستقر مع اهله ويحمل الطورية ولكن الشعر في الدواخل لا يموت وغصباً عني وهذا قدري أن اقول الشعر والغناء ولكن وكما قلت قبل ذلك عبر هذه الصحيفة فهؤلاء الناس ينظرون للقصيدة بالمفهوم والنظرة الأمنية حيث كان من المفترض أن يطلقوا النقاد على القصيدة بدلاً من ان يطلقوا الاجهزة الامنية ولا توجد قصيدة في هذه الدنيا اسقطت حكومة وغير ذلك فان أي قصيدة ومهما كان اطارها وكاتبها فانها تحمل في داخلها معني سياسي وهناك سر أقوله لأول مرّة ففي نفس اليوم الذي استلمت فيه حكومة الانقاذ مقاعد السلطة جاءني أحد الاشخاص المتابعين لشعري والمهتمين به جاءني جارياً وقال لي ياحميد الليلة جات حكومة كأنها قرأت قصائدك وجاءت تنقذ البلد.. فاذا بالأمور تسير بطريقة اخرى ويتعاملوا معنا وكأننا سياسيون .. فيا جماعة والله نحن شعراء وشعراء بسيطين ومساكين ومانعرفه هو الغناء، فلسنا معارضين فالسياسة والمعارضة لها ناسها القادرين عليها ومتفرغين ليها ، لكن في كل الدنيا وفي كل الكون دائماً وليس في السودان فحسب نجد أن المغني الشعبي تلتف الناس حوله وبالذات في ايام المحن حيث يتحول الى رمز بالنسبة لهؤلاء الناس وكان قدرنا أن نكون نغني لبلدنا ولناسنا وما واجهناه لم يواجهه السياسي وأعود وأقول أنني عندما خرجت بوصية من مصطفي سيد احمد واحلف بالله أنني لم تكن لي رغبة في الخروج لكن تعاملت مع الامر باعتبار انها «وصية ميت» بحديث أهلنا البلدي وعندما خرجت توجهت الى قطر وليس لأي مكان اخر والشئ الجيد الذي واكبته هو أنني رأيت كيف مات مصطفي وهذا حديث وملف كبير يمكن ان ينفتح لتظهر الحقيقة التي سكت عنها الناس لزمن طويل ويمكن ان ينفتح هذا الملف بشدة وهذه هي الظروف التي خرجت فيها ولا أريد ان اقول أنني خرجت مغترباً ولا أريد ان اقول انني خرجت مهاجراً.
هل يمكن ان تشرح لنا ماحدث لمصطفي في قطر وتزيح الستار عن عناوين الملف الذي اقترحته؟
ـ انا يمكن ان اعطيك عنواناً كبيراً جداً وعنوان واحد تأتي التفاصيل تحته فمصطفي لم يمت .. مصطفي قُتل .. أما كيف قُتل فهنا يمكن أن نقوم بسردها وهذا الملف دعوه لوقته، ونحن عندما نقول إن مصطفي قُتل فإننا لا نريد أن نزعج أهله في ود سلفاب، فنحن نتحدث عنه كمبدع وليس كإنسان يعاني من المرض فما حدث لمصطفي هو اغتيال معنوي وغير الاغتيال المعنوي هناك الاشياء التي قصّرت عمره وبعد ذلك يمكن أن نفصِّل هذه الحقيقة وكل الناس القريبين والمحيطين بمصطفي يعرفون الطريقة التي رحل بها هذا المصطفي ومن هنا احييه وأحيي ذكراه وأهله..
***********
الشعر واحد من تكويناتي الخلقية
***********
وأنت تعيش محاصراً كما قلت كيف كان ينبت الشعر فيك ومن أي المنابع يرتوي؟
ـ لماذا تريد ان تحول الكلام من ونسة لكلام تاني.. عموماً وفي وجود الشاعر ازهري محمد علي وكل الحضور أعتقد أنكم ملمين بمسألة الشعر ومداخلاته وأنا لا أدري من أين ابدأ الحديث في هذا الموضوع لكن اختصر لك كل الأمر في شئ واحد ومحدد فأنا بالنسبة لي يبدو الشعر واحداً من تكويناتي الخلقية وبعد ذلك دعني أقول ان الله خلقني شاعراً وفي اسرتي الشاعر الاساسي هو شقيقي إبراهيم وهو الذي تفتحنا على يديه وعرفنا الشعر قبل ان نعرف بقية الشعراء ونسمع عنهم ولا أريد ان اقول لك إن البيئة والمناخ جعلاني شاعراً أو انّي ورثت هذه الخاصية بل أقول لك إن شعري خلقه الناس المحبوبون وما أكثر الشعراء في السودان لكن الشعراء خشوم بيوت واذا كنت تريد الحديث عن ما يكتب من شعر في الفترة الاخيرة فالأمر يحتاج لحديث طويل جداً ونحن خرجنا الى هذه الدنيا ولم يكن الشعر غريباً علينا بكل كان متأصلاً فينا ثم بعد ذلك جاء دور اولئك الذين ساعدونا ووفروا لنا الكتب والدواوين اضف الى ذلك اولئك الذين سبقونا وهؤلاء جميعاً شربنا منهم الكثير وتأثرنا بهم وبعد ذلك بدأ الشعر في دواخلنا ينمو وحتي اليوم ظل ينمو وقصيدتنا لا أدري ماذا اقول عنها لكن وبالله ما زلت اخجل من الكثير من قصائدي واتمني ان اقوم بكتابتها غداً ولا أدعها بإعتبار أنها كتبت وبدليل أنني دخلت في ورطة لاحظها الكثيرون حيث تجد النصوص غير ثابتة فأنت تقرأ نصاً اليوم وغداً تجده ذهب في طريق آخر والقصيدة في جوانا لاتنتهي، وحكاية الشعر ينبت والكلام الكبير ده أنا ما بعرفو بل كل الذي اعرفه أنني خلقت لأقول الشعر..
**********
شاهدت اليساريين يؤدون فريضة الحج أكثر من الاسلاميين
غناؤنا لايتناقض الا مع جهة «فيها إنّ» ولسنا واجهات سياسية
***********
أراك صوفياً في شعرك بالرغم من أنك مصنف من اليساريين فماذا تري في هذا الامر؟
ـ كوني مصنف يساري أو أي اتجاه لاتعني لي شيئاً ولكن دعني اسألك متى استقرت الاوضاع في السودان حتى يصنف هذا باليسار وذاك باليمين، فهذا التصنيف منقولاً من قاموس ليس لنا، ففي بريطانيا والدول التي استقرت فيها الديمقراطية لأمد طويل يمكن ان تصنف الاشياء ومثل هذا التصنيف لا يُمكن أنَّ يقال الا في الايام التي شهدت نشاط السياسية، اما عن الصوفية فدعني أقول لك إن معظم السودانيين صوفية وهذا هو الوضع السائد والموجود أما الاسلام الجديد أو الاسلام السياسي دخل عبر جهات أخري وأقول لك انني شاهدت بعض الناس الذي يطرحون افكاراً اسلامية حركية دخلوا المسايد ونقزوا فيها وانا لم أدخل مسيد لأنقز فيه واقول لك ان المسيد جواي فأنا ختمي واسمي ختمي وعلاقتي بالختمية قديمة جداً ومنذ نشأتي والبلد هناك كلها ختمية وغير ذلك فإن أصدقائي من الصوفيين كثيرون جداً ويوم ليلتكم فإن ناس الصائم ديمه كانوا يودون حضور هذه الليلة وأتمني ان تكون الصوفية في جواي طالما أنها تعني الصدق والاريحية ولكن ان تقول لي رغم اليسار أو مصنف يسار فما الذي يمنعك من أن تقول وبوضوح أنت ياحميد مصنف شيوعي وانتم تقولون ذلك وكأن هؤلاء «الشيوعية» يحملون سيفاً ضد الصوفية ودعني أقول ان تصنيفك الذي وضعته مربوط بصندوق الانتخابات وحكاية انت صوفي برغم اليسار ،فهذا الوصف غير لائق لأنه يوحي بأن اهل اليسار هم الكفار أو ما شابه ذلك وبشكل اليسار الذي قلته دعني اقول انني كنت مقيماً بمكة لمدة خمسة اعوام وكل عام اؤدي فريضة الحج واليساريون الذين تتحدث عنهم جاءوا للحج أكثر من هؤلاء الناس..
***********
الشيوعيون ومن خلال الممارسة أكثر إلتزاماً بالاسلام وفيهم حفظة للقرآن الكريم فهل بدأت مسألة التواصل
هذه من أبو ذر الغفاري؟
ـ قدتني الى درب ما كنتُ أريد السير فيه وهذا الحديث والرأي يمكن أن تتناولوه مع نقد أو مع التجاني الطيب ومع الشيوعيين، ابحثو عنهم وتناولوا معهم هذا الامر، ولكن فلنتحدث معك في ما قلته عني، فأنا اغني غنائي الاخضر هذا وغنائي الذي يعبر عني وبالتالي يعبر عن أناس كثيرين جداً يتلاقى مع الشيوعيين فهم اهلي ويتلاقي مع انصار السنة فهم اهلي، ودعني اقول لك إن غناءنا هذا لايتناقض الا مع جهة فيها «انّ» لأنه في اطار الانسانية الواسعة ونحن لسنا ابواق لجهات ولسنا واجهات سياسية لجهات اخرى وتبقي الصوفية واليسار وماتحدثت عنه من وضع غير مقبول ابداً.. ودعني اقول لك إن اي شاعر صوفي والا يبقي شاعر اشياء أخرى..
**********
ميلاد القصيدة مثل «شوكة طعنت»مزارع ومجاري الري تضايقه
**********
هل القصيدة عندك تجديد للذات وانعكاس لما يجري في دواخلك أم هي تاريخ يعيد نفسه؟
ـ اقول لك وفي خلفية «مصابيح السماء الثامن طشيش» كلام مكتوب ولكني أقوله بالعامية، فالقصيدة مثل الشوكة التي تطعن المزارع ورجل المزارع وطوال ما هو مزارع يستحيل ان تغيب عنها الشوكة وطالما أنت خلقك الله شاعر يستحيل ان تغيب عنك القصيدة وبمثلما ذاك المزارع طعنته شوكة وضايقته مجاري الري فهو يتجاهل ويسعي لتنظيم مسألة الري ويضغط على الشوكة ويتحملها الى ان يجد له وقت لاستخراجها وهو يستمتع بهذا الامر ولكن بعد ذلك هناك ما يذوب في اللحم الحي، القصائد تبدو بهذا الواقع واي قصيدة جادة كتبت لها ما تريد ان تقوله.
اين وصل مشروعك لاصدار ديوان شعري؟
ـ عندي «حجر الدغش» وافسحوا له المجال ولنبحث لنا عن جهة لتطبعه لنا وينشر ونتمني بعد نشره الا يُمس وغير ذلك فإن انجع طريقة تتوافق مع عاميتنا هي الديوان المسموع ولي أعمال عندما قدمتها في الامارات أفسحوا لها واجازوا طباعتها ولو ذهبت للامارات لأخرجت مجموعة «نوره» و«تفاصيل ماحدث» لكن اتمني ان انجزها في بلدي بدلاً من ان انجزها في الخارج وهذه الاشعار لو طبعت في «سقط لقط» لابد لها من أن تدخل السودان فأحسن للدولة أن تستفيد من هذه المسائل وتبيض وجهها حتى تنتهي هذه الهالة المحيطة بها.
***********
لست مع هاشم صديق في طريقة منع تداول اغنياته
***********
دعني اخرج بك الى قبيلة الشعراء المستضعفة في حقوقها المادية والمعنوية وأنت اول من اوقف غناءه من التداول وجاء بعدك هاشم صديق وسار في نفس الدرب فماذا تقول في هذا الامر؟
ـ دعني اقول لك شيئاً فانا لم اتابع قضية هاشم صديق متابعة تامة لكني تفاجأت بالشئ الذي اعرفه فأنا لست مع الطريقة التي استعملها هاشم في طرح اموره وهاشم ظلم نفسه قبل ان يظلم الآخرين والحقوق المادية والفكرية من حقه لكن كل المغنيين اصحابه ومن حقه ان يأخذ حقوقه بمطالبتهم وهاشم صديق وحده غير قادر على تنفيذ هذه السياسة وتمنيت لو أن الامر خرج من مجموعة من الشعراء بعد أن تفاكروا في الامر وطرحوه لحماية حقوقهم فكان يمكن للأمور ان تسير للامام لكن الامر أخذ الطابع الشخصي وصادر حقوق الآخرين والمتلقين وأنا مقتنع بحق هاشم لكن الطريقة غير مناسبة.
***********
ادعو المغنين للإطلاع على السيرة الانسانية لمصطفى سيد أحمد
السلطة لا تخشي الشعر الهتافي بل تخشي شعر البشارة
***********
نص حميد وماصاحبه من شعراء يمثلون ابناء جيل واحد وهم واحد ونص واحد وبوجود مصطفي سيد أحمد استطاع الناس ان يقيموا منبراً مباشراً للتواصل مع الجمهور عبر هذه القصيدة وبرحيل مصطفي تعرت القصيدة وأصبحت محاصرة فماهو السبيل لايصال هذه القصيدة.. وسؤال آخر هل اللغة هي المدافع الوحيد عن القصيدة فيما اُثير حول العامية ام ماذا؟
ـ في مسألة مصطفي اقول ان ماحمله وتحمّله مصطفي لا يوجد مغني حمله لكن هذا لايعني انه ليس هناك مغنون غير مصطفي فهم موجودون واولئك يحملون ذات الهم الذي يحمله مصطفي وبمثلما التقي الناس بمصطفي يفترض ان يلتقوهم ومن ضمن اسرار نجاح مصطفي انه كان ورشة وعندما أقول إنه كان ورشة فانا أعني ان علاقته لم تكن بالنص وحسب بل كانت علاقته مع النص ومع صاحب النص ومع اهل صاحب النص نفسه وهذه هي الصفة غير الموجودة الان وانا أتمني وهذا الامر متروك للاخوة المغنيين ان يطلعوا علي السيرة الانسانية لمصطفي سيد احمد ولو فعلوا ذلك لاستطاعوا السير في نفس الدرب واكمال المشروع مشروع مصطفي.. قبل قليل قلت لك انني جئت لاغني ولكن اغني لمن؟ اغني للناس الذين اشتم فيهم رائحة مصطفي .. الناس الذين يستطيعون ايصال هذا الغناء سواء ان كانوا «طمباره» او فناني الغناء الحديث .. وكل هذا لايصال مشروع مصطفي ورسالته والتقدم بها للامام حتي يأتي شخص اخر غير مصطفي يشيل الشيلة.. اضف الي ذلك فإن هناك مجموعة كبيرة جداً من قبيلة مصطفي كشعراء ولو احصيناهم لتعدوا العشرات وانا جئت لاطالع نصهم من جديد واتواصل معهم حتي نستطيع ان نغني لباكر ونغني لبلدنا ولمصطفي نفسه الذي غني لنا قبل ذلك وهذا فيما يختص بمصطفي اما في حديثك عن ان العامية تهدد العربية فهذا حديث يجب ان تُخرجه من رأسك تماماً والعامية وطوال عمرها لم تكن في يوم من الايام مهدداً للغه العربية ومثل هذا الحديث يذكرني بحدث في السعودية حيث أنني ذهبت لأنشر الاعمال التي ذكرتها لك فقالوا لي ان العامية السعودية نفسها ممنوعة ولكن انظر للسعودية التي منعت عاميتها تجد أن كل الشعراء عاميون من بندر وكل الشعراء الموجودين بدري بن عبد المحسن وغيره وغيره وكلهم عاميون وغير ذلك انتم رحبتم بمسألة القوميين اليس كذلك والناس وفي بلدهم كيف يتحدثون عندما يلتقوا؟
انا اقول لك ان الاماكن التي زرتها قطر والامارات والسعودية وفي كل هذه الاماكن قابلت اجناس من كل العالم العربي فلم يحدث ان قال لي احدهم هذا الطريق يؤدي الي الحرم.. وحكاية ان العامية مهدده للعربية فهذه مساءل تخلقها السلطات ولايمكن حماية اللغة باعتبار ان العامية مهدد بل يجب تطويرها والعامية تصبح مهدداً لجهة اخري باعتبارها لغة شعبية لغة الجماهير ولغة الغلابة ولأن العامية هي التي تسقط الحكومات في كل الدنيا وعندما يخرج الجمهور الى الشارع ويهتف تجد هتافاته بعيده عن قوالب النحو والتشكيل لذلك هم يخافون منها..
مثلما كانوا يتعاطون غناء مصطفي سراً فإن نفس الناس الذين منعوا الليلة واوقفوها جاءوني مطالبين باشرطة تحمل قصائدي واقول لهم ان قصائدى خالية تماماً مما يسمي بأسلحة الدمار الشامل وياريت مليون
عامية حميد محظورة من التجول في دروب الوطن واصبحت مقتصرة علي قطاع ضيق جداً ماذا تقول؟!
ـ انت تحدثت عن نقطة واحدة ومحددة فبالنسبة للعامية السودانية فالسودان فيه مئات القبائل وبالتالي مئات الالسن غير العربية لكن وبهذه اللهجة السودانية فانهم يفهمون بعضهم والامر ليس عامية عربية بل هي سودانية والسائد في لغة التخاطب لو وقفنا ضده نبقي قد وقفنا ضد رغبتنا اما عن حديث عبدالله الطيب بان العامية هنا اقرب للعربية فدعني اقول لك نحن«لبط» ونبقي ملكيين اكثر من الملك ونبقي عرب اكثر من العرب انفسهم وعندما ياتي الحديث افريقياً تجدنا افارقة اكثر من الافارقه انفسهم فيجب ان نبحث عن سودانيتنا ونسير بها والعامية عمرها لم تكن مهدداً للعربيه وماذكرته عن قصيدتي فهم الذين ارادوا لها ذلك حاربوها ولم يتركوها لتنطلق واعترف لك بان القصيدة غير منتشرة لانها ممنوعة والسلطة لاتخشي الشعر الهتافي لكنها تخشي الشعر البشاره ونحن مع بعضنا نظل نبشر وهي ليست بشارة كذب واشاعة فنحن نبشر ببشارة نعلم انها قادمة وهي التي سوف تسود ولكن لأنها بشارة فهم لايريدون لها الانتشار، لكن دعني اقول وحتي نكون عمليين اكثر ومن خلال صحيفة المشاهد وطوال وجودي استطيع ان انشر ما اقدر عليه وان لم استطع فليحيينا الله حتي ذلك العام الذي ستكون فيه الخرطوم عاصمة للثقافة ولو انتظرنا ذلك الزمن فسنأتي ببضاعتنا هذه ونعرضها مثلنا مثل غيرنا وان لم يتركوها فهي واصله وهم يتعاطونها مثل ما كانوا يتعاطون غناء مصطفي سراً واقول لك سراً لأن نفس الناس الذين منعوا الليلة واوقفوها جاءوني مطالبين باشرطة تحمل قصائدي واقول لهم دعوا الوطن يأخذ براحه كما الخميل ودعوا الناس يغنون، وصدقوني ان هذه القصائد خالية تماماً مما يسمي بأسلحة الدمار الشامل وياريت وياريت مليون مره أن يسمع السياسيون القصيدة أي سياسي والمؤسف ان السياسيين لايسمعون قصيدتنا ولو كانوا يسمعون قصائدنا او قل يسمعون حتي المدائح بسمع حقيقي لطار هذا البلد الي السماء ولكنهم مستعدون لسماع اي لغة اخري ماعدا لغة الباطن ولغة القلب ولغة الوجدان وهذه هي اللغة الصحيحة التي من المفترض ان يسمعوها وفي بلدان كثيرة استمعت السياسة لشعرائها وحولت احلامهم الي واقع لكن مثلنا مثل العالم الثالث نحن مقموعون وكأننا نحن المعنيين باسقاط الانظمة الشمولية والامر ليس كذلك فنحن مع شعبنا في كل حوائجه نغني له ونبشره ونغني له غناء «بالصح» ونحن لا نستاهل ان يلاحقونا ويلغوا لنا حفلاتنا وهؤلاء السياسيونصوتهم ومنذ الاستقلال يملأ الاركان عبر الاجهزة الاعلامية فلماذا لايعطوا غناءنا الفرصة.. امنحوا الشاعر حقه ليقود مسيرة المجتمع وغير ذلك فالبلد مقبلة على سلام وانا حزين جداً ـ واعوذ بالله من اناـ فكل قبيلة الشعراء وكل الشعب السوداني حزين بأن ياتينا السلام عبر الامريكان فكان من الممكن ان نأتي نحن بالسلام وعبر الغناء كان يمكن ان نملأ هذه البلد سلام حتى تدفق لأن غناءنا لا يعزل احد لكن الخطاب السياسي يعزل «كوم» ويقرب«كوم».
وبمثلما ترتفع بعض الاصوات منادية بفصل الدين عن الدولة فأنا انادي وبصوت عالٍ بفصل الثقافة عن السياسة ولكن ليس بالمعني اياه بل بمعني ان تأخذ حقها الذي سلبه السياسي على مر الزمن تاخذه وتسير به لأنه هو الذي سيسود وأي سياسي له عمر محدد وينتهي لكن الثقافي لاينتهي..
****************
انا مع القصيدة التي تحمل مقومات الصمود ولاتسقط
لوتركنا هؤلاء الناس في حالنا لكان ذلك في مصلحة البلد
**********
الرمز في القصيدة يعود لاكراهات اجتماعية وضعوط سياسية هل توافق على هذا المبدأ ومارأيك فيه؟
ـ انت تقول في كلام صعب جداً وأنا لا أعرف ولكن تبقى لي القصيدة والشعر السوداني من بدايته وبالذات في مجال الأغنيه قام الخليل ورمز بعازة ليغني و«عزه» أخرجها الخليل بالرمز قبل أكثر من اربعين عاماً ظل هذا الرمز مشكلة حتي اليوم ولو كتبت اي قصيدة حتي ولو لابنتك واسمها «عزه» يقولون عنك انك تقصد «عزه» الخليل ولكن اريد ان اقول لك ان الشاعر بني ادم وهو «زول» ومن حقه ان يحمي نفسه وانا لا اريد ان اقول لك ان الرمز ستار للشخص بل لا يكون ضرورة ما لم يكن من مقومات القصيدة وانا عندما اتحدث عن الرمز فلا أعني الرمز المتعارف عليه مثل «عزه» وكذا وكذا ولكني اتكلم عن الرمز الغامض البعيد وانا مع كل الرموز الشعبية حتى النهاية وانا مع القصيدة الواصلة التي يحتفي بها الناس بما فيها من رمزية ومباشرة وأي شكل من الاشكال طالما احتفى به المتلقون واصبحت قصيدتهم فأنا معها طالما انها تحمل كل المقومات التي تجعلها تصمد للغد ولا تسقط وان شاء الله القصيدة السودانية لن تسقط في يوم من الايام وفي تقديري انها سوف لن تسقط لكن فلنعطيها البراحة حتي نتطور ونخطو للامام ونحن شعراء عاميين ولو تركنا هؤلاء الناس في حالنا فإنه من مصلحة البلد ان يسمع الاخرون هذه العامية وبمثلما نتحدث اليوم بالعامية المصرية فدعوني اسألكم جميعاً فالسودانيون يعرفون «نيرودا» بكل تفاصيله وبكل اشيائه، الابنودي مثلاً لو جاء لقراءة شعر فهل سيمنعونه .. ابداً سيتركونه يقرأ الشعر ويصفقون له والابنودي وصل اماكن كثيرة وبعيدة وهو يستحق لكن هذا الابنودي لم توصله قصيدته فحسب بل تمت مساعدته بالثقافة الموجودة والاعلام الموجود والطرح في الساحة باعتبار ان المفردة العامية يجب ان تسود وهناك بعض الشعراء العاميين الذين استطاعوا وبقدرة قادر ان يقرأو اشعارهم في الخارج ولكنهم لم يكونوا يعلمون ان في السودان اشياء بهذا الشكل ونحن وحتي يوم الدين سيبقي غناؤنا ولن يتغير.
وعموماً نتمني ان يأتي اليوم الذي يكون فيه الوطن متعافي وشديد وسليم وطيب وخالي من كل الاشياء التي تنسق كل اشكال القبح هذه حتي نغني للزمن الجميل والا نبشر الناس بمسألة خيالية وغير موجودة..
***************
سعدت عندما وجدت صوت «النصري» القادر على الغناء
***************
الاغنية القضية بالتحديد هل هي صدفة أم وجدتم انفسكم مع بعض انت ومحمد النصري ام انك تري ان محمد النصري امتداد لحميد وتجديد لمصطفي سيد احمد؟
ـ بالنسبة لمحمد النصري لابد من كلام طيب وكثير جداً يقال في هذا المخلوق الرائع القوي الشجاع لكن كل هذا التراث هو تراث المرحوم يسن عبدالعظيم مثل«العرب النوبية» وانا سعدت جداً عندما وجدت صوتاً مثل صوت محمد النصري قادراً علي الغناء بقوة وهو اضافة لغناء الطنبور ولكن للاسف الشديد ومثل ماقلت لك سابقاً هذا المسكين كان يعاني من ان الاغنيات لاتجاز او يتم تقطيعها ويبقي من الاغنية القليل ومحمد النصري وغيره من الاصوات الجاده سأجلس معهم ونغني مع بعض وسنتواصل وفي تقديري ان محمد النصري اضافة لاغنية الطمبور والاغنية السودانية بصفة عامة ومع بعض سنستطيع ان نخرج مايرضي الناس ان شاء الله.
*********************
سبحان الله .. السلطة تخاف من مصطفي حياً وميتاً
حزين لموقف المصنفات من رفض اشعار تتناول مصطفي
يبدو لهم ان العود الذي كان يحمله مصطفي كأنه«طبنجة» او كأنه مروحية اباتشي
ربحت بعودتي الى اهلي وهم الخاسرون بهذا الحصار الثقافي
************
كتبت لمصطفي «يوت تنادي وطن .. وطن.. مع انو اداك الغربة واستكثر عليك كفن» وعاد مصطفي ولم يمنحه كفن كما ذكرت وعدت انت تردد «اغني لشعبي ومين يمنعني .. اغني لقلبي اذا لوعني» ومع ذلك استكثر عليك الوطن المنبر وفرصة اللقاء مع الاحبة .. فهل الحرية التي «تحندكنا» بها السلطة انكرتك ام انت انكرتها؟!
ـ اقول انه عندما تأتي ذكري مصطفي وسبحان الله فهذا مخلوق تخاف منه السلطة بحالها تخاف منه حياً وميتاً ويمكن وحتي اليوم انهم لم يصدقوا ان مصطفي قد رحل وهنا لابد من أن اطمئنهم تماماً واطمئن كل الناغمين ان مصطفي مات ولاقى ربه مطمئن القلب مطمئن البال لكن هذا المصطفي سيظل حياً حتى يوم القيامة وليس لمشروعه الغنائي ولكن لاشياء بسيطة وماتركه من غناء سيظل خالداً رغم وجود كل الانظمة وكل انظمة القبح ويبقي الحزن عندما يحتشد احباب وعشاق مصطفى لاحياء ذكراه فقط فيتم منعهم وكأن مصطفي سيخرج من وسط هؤلاء الناس حاملاً عوده ليغني وعندما اقول ذلك فلابد من ان اقول ان غناء مصطفي يشد الناس ويرتاحون إليه لكن يبدو ان العود الذي يحمله مصطفي كأنه«طبنجة» او كأنه اباتشي وغير ذلك، فمصابيح السماء التي ذكرت من خلالها كل هذه الاشياء فأنا حزين جداً عندما تكون هناك لجنة لما يسمي بالمصنفات حينما يرفضون نصاً كتب عن مصطفي باعتبار ان الشئ السياسي فيه كثير ومن هنا اقول ما لكم والسياسة وهل تم تكليفكم بالبحث في الامور السياسية حيث كان يجب ان تتم المناقشة من ناحية نص وليس من ناحية سياسة ولقد قمت بتقديم نصين«مصابيح السماء الثامن» و«حجر الدغش» فقاموا باجازة «حجر الدغش» وكتبوا عنه كلاماً جميلاً جداً وقاموا بارجاع الاخر ويبقي السؤال عن ارجاع هذا النص هل سأقوم بكتابته من جديد او ماذا افعل به وهذه واحدة من الاشكاليات وانا بالنسبة لي يبدو الامر باني لم اخسر المنبر ولكني ربحت الكثير لأني عدت وانا الان وسط بلدي ووسط اهلي وهم الخاسرون بالرغم من مايطرحونه من ان الخرطوم عاصمة للثقافة في 2005م والحصار الثقافي يصبح منتهياً في ظل وجود الانترنيت والهواتف النقالة والان وعلي مستوي خارجي واسع كل الناس يعرفون انني جئت لاقامة ليلة شعرية وتم إلغاؤها ويبقي السؤال اذا لم يتحمل هؤلاء الناس عودة حميد فكيف سيتحملون عودة سيدي الميرغني وكيف سيتحملون عودة قرنق والسياسيين المعارضين ويبقي الواقع بأنني لم اخسر بل هم الخاسرون باستعداء الناس عليهم وكل الناس الذين جاءوا لحضور الليلة وعادوا مكسوفين سيكونوا غاضبين لما حدث وغير ذلك فإن وزير الثقافة عبدالباسط عندما التقاني في الرياض في تكريم عز الدين عمر موسي لماذا ناداني واحتضنني ولماذا صفق لي عندما كنت اقرأ في الشعر ولماذا كرمني السفير السوداني في الرياض واحمد الله اني وبالصدفة وثقت هذه الاحداث والقنصلية في جده تستدعينا في المناسبات للقراءات الشعرية وتقوم بتكريمنا فلماذا يكرموننا فماذا يعني هذا وهؤلاء الناس يخدعون من؟ ولو كنت مسؤولاً عن الثقافة لأقمت مشانق في الطرق للذين خدعوا الشعب السوداني وخدعوا السلطة ذاتها بالاغاني الجهادية المغشوشة والالفاظ الهتافية الفارغة التي لم تأت بنتيجة وهؤلاء هم الذين من المفترض ان امنعهم واحاكمهم وليس محاكمة القبيلة الشعرية من امثال حميد..
***************
اركز على شئ آخر في زمن حرق المنابر
***************
بين «ست الدار بت احمد» و«الزين ود حامد» و«السرة بت عوض الكريم» و«الضو وجهجهة التساب» «طيبة» .. «نورة» و«عبدالرحيم» و«الحسين في الرجعة للبيت القديم» بالاضافة الي شخصيات عديدة تحركت عبر نص حميد داخل وعي التفاصيل في القرية السودانية الي الوعي العام واصبحت تمشي عبر نصوص حميد في كل شوارع الخرطوم اين هذه الشخصيات في نص حميد الان؟
ـ اقول لك شيئاً وهي حقيقة اقدر علي ان اؤكدها ان النصوص الاخيرة التي تتحدث عنها الان وتقول انها غير موجودة او غابت عننا فدعني اقول ان الشخصيات لم تغب عننا بالمعني الكامل لكن ذات الهم الموجود في هذه الشخصيات يظل سائراً حتي اليوم فقط أنا في هذه الايام ركزت على جانب واحد اعتبره اهم في زمن حرق المنابر وهو شكل الاغنية ولعلك تعرف مايتطلبه الجو النفسي والجو العام للاغنية ولذلك رايت انت ان هذه الشخصيات اصبحت غائبة لكن هؤلاء الناس لم يذهبوا بعيداً بل ما زالوا يتجولون ويعملون في عملهم «فالسره» شغاله وتتجول معك في الخرطوم وبكل تكويناتها و«ست الدار» مازالت وحتي اليوم تكتب في خطاباتها و«الحسين» وحتي اليوم مازال يحارب في الجنوب ويقتل وهؤلاء يؤدون عملهم وسائرون ومعهم شخصية اخري لعلك نسيتها الا وهي «عيوشه» ولعلك متى ماخرجت ستلتقيها وكل هذه الشخصيات موجودة وبكل شراستها ولو سمعوا حديثك هذا فإنهم سوف لن يغضبوا فقط بل سيعتدو عليك«بالعكاز» اما عن النص فدعني اقول لك انني محتاج لشكل الاغنية والظرف الذي يعيشه الناس وتعيشه البلد والقصيدة نفسها بدليل ان «السره» و«ست الدار» تحتاج لخشبة مسرح حتي تتم قراءتها مثل زمان لكن الوضع اختلف حيث احترقت المنابر وليست هناك طريقة للوصول الي الناس الا عبر الاغنية واتمني وفي عودتي هذه ان اقدر علي فعل ماعجزت عنه في السنوات السابقة.
************
غني مصطفي لموته وهو حي
************
قصة قاسم امين .. «قتلوك الناس القصر الناس المهضومين .. الناس البالا مغطي الساسه المبيوعين» الربط في هذه القصيدة بين غناء مصطفي سيد احمد وماحدث؟
ـ ليس في الامر ربط فمصطفي غني لموته «ايها الراحل في الليل وحيداً» وعدد كثيراً من النصوص تجد مصطفي غني فيها لموته وهو حي ونحن لانريد ان نفتح جراحات ونثير زوبعة، نحن نريد ان نقي بقية الناس من هذه الموجعات، ومصطفي كان يعاني لوحده حيث يستقل التاكسي وحيداً ويذهب لغسيل الكلي ويعود وحده ولعل الناس القريبين منه يعلمون ذلك وهم الذين قتلوا مصطفي بحبهم.
سؤال كنت تتوقعه ولم نسألك له؟
ـ انتم سألتوني ولا اتوقع ان هناك سؤالاً لم تسألوني اياه، لكني اتوقع ان تسألني غداً وبعد غد واتمني ان تسألني يومياً واجيبك بما احمل لكن اقول لك ان قصيدتي كافية لتخبرك عن من هو هذا المخلوق وبمثلما قلت لك فان القصيدة وهيطه وهذا البلد وهيط وهاطة القصيدة ونحن جئنا لنغني لهذه الوهاطة ونتمني ان يسمعنا هؤلاء الناس ويستوعبوا مانطرحه نحن.
****************
اغني لشعبي ومين يمنعني
**************
اخر الكلام احلاه ماذا تريد ان تقول؟
ـ كلمتين أو مقعطين «من حقي اغني لشعبي .. ومن حق الشعب علىّ لا بأيدك تمنع قلبي ولاقلبي كمان بايدي » هذه اغنية غناها ودجباره في وقت من الاوقات.. «اغني لشعبي ومين يمنعني واغني لقلبي اذا لوعني..» غناها مصطفي، التحية لمصطفي واكيد ان روحه في ذلك اليوم حومت وادركت الحاصل وسعدت بموتها..
...نقلا عن صحيفة المشاهد السودانية