طيبة


عَبيّت زُوادتي الرّيقة من بايت القَوَى ..
بايت القَوَى الوطن الدّشَرْ ...غيمو الرّبَطْ
ساعة بقينا من الرّوَى فرسخ مطرْ
سافرت ليك بأشواقي في كل المنافي ..
بَحّتَّ في كل المخافي ..وكُسْتَ عَنِّك في الخُرَطْ
في التواريخ القديمة .. التواريخ الرؤومة
بين رموز نبتة ورسوما
في الطّنابير العظيمة
وبين لُغة مروي القديمة
راجعتَ بيك كل الاسامي البعرِفا
كل الُّجمل .. حتى الضمائر واحرفا
صححت بيك زمني الغلطْ
باخَتّبِكْ قلبي الشّقِى .. وبشرتو بي لُقْياك عَبَطْ
يا طيبة زي شارع وَسَطْ .. يمشيبو كادَح وارزقي
وممتنعة زي قبض المياه والمافي والما بتلقي
غالِبني جيتك اصادفا
لا في المعابر والموانيء المترفة
لا في المطارات الوسيمة كما الفراغ .. لا الارصفة
كل الدروب التعرفيها وبعرِفا
التألفيها وبألفا
خَشّيت دغيش سِعْن الدِّني المرفوع على سِيبات وفا
رَوّابي كان قُطّاع غني .. وشوقاً مَفورِن وانكفى
قِدّام خُطى الوجد الِحفى
غابت صباحات القُرُب وبَقّت ضلامات الجفا
و ضَي المصابيح الجريح .. كِترْت علي الرّيح وانطفا
هوي يا بِنيّة من الغُبُش .. من حر أباطهم مُترفة
وين انتي شان نرقد قَفَا
وين انتي وين ..
ما بيننا بين غيبتك كفى
لو بَقّ حِسِّك في هشيم دبش الضياعات والسأمْ
زي أغنية شوق زي نشيد اندبّ همسِك زي نغمْ
او خبّ خطوِك زي شهيد .. رَفّتْ مسيرِتِك زي عَلَمْ
ما كان مهابات الصقور (نخّت) تحت رخّة رخمْ
وين انتي وين ...
ما كان هجم ديش العجم والدِّنيا ضو
وامسن سبايا الاغنيات العُزّل الآه شِنْ تسو
لافي الكفوف الخاوية سيف ... ولا في الكتوف الزاوية ضو
دَلّجتَ درب الاربعين .. صاقَرْ قوافل الرِّق .. حِفيت برّاً وبحراً حتى جو
اشريكِ قُلْتَ من الزمن واعتق معاك رِقّة مشاعري ازوِّجك كل الوطنْ
كل الرِّجال الحملو ارضك بالحلال ... وافتق سحاب العشق شو
ولا بنتي في الزِّنج البجم ... لا كنتي في العرب الأشو
لافي شلوخا .. ولا الوشم .. لا في شيوخا ولا في عو
بل فيكِ غشّاني الزمن ادّاني صرصر وبعتو نو
انترتَعَت رؤياي .. هَكَعْ .. ما بين أريت يا ام زين ولو
وبين تبقي وين .. لاكْ في الوجود لا في العدم
لا في الحقيقة ولا الوهم
لا زين لا شين لا البين بين .. يا راحة الباقالو هم
لا عنك افتاني الزمان .. لا منك انقطع العشم
آ ريتو اغناني الكمان يا طيبة عن صوتِك نغم
من أعلى ميضنة فيّي كان اعلنت موتك للأمم
أو صِحْ بجيتك لى الرِّمَمْ
لكنو صمتك طال وكان ميعاد زفافي على الألم
قلت ارفع ايديني واقول ... خاني الصبر .. خان وانهزمْ
زي ما انهزم كمين نبي وخانت على التاريخ ذِممْ
يا طيبة اخافك واللاّ اخاف السُّبة واللعنة الوبيلة
تحل وراي كما الجفاف أو..... تار على اكتاف قبيلة
معلم الله من عتاد .. يبرد حشاها ولا في حيلة
يلاّ نأمل في البُعَاد سنين ودنين طويلة
وكيف وكم
والإنأخد بالدّم غَصِب ... مافي البرجعو إلاّ دم
يا طيبة هيلة .. سلام عوافي
أيا بديلة عن اللِّي مافي
يا أدخلي على غُنانا .. يا أمُرقي من القوافي
يا أحذرينا وما تخافي
وما بنخيّب حاشا ظنِّك ينفخوها وما بتموت
حية نارِك ... حية يوت
خُتِّي قدرك في الأثافي .. يوسف الفي الُّجب يمرق ضاربا ريقة اليلقى قوت
روقي كَنِّك .. واللا كَنِّك .. تاوقي في البحر الخرافي .. يونِسِك في ياتو حوت
سَمّ ينده جوفو حافي .. وهِّطينا على الأثافي.... وهِّبي نارك لا تموت
يا حمامة غار محمد .. يا خيوط العنكبوت
يمة كسناك ضمة مافي .. الدروب وين غيبنك ..


في سؤالنا الضّارِي عَنِّك سَدّن ابوابِن بيوت
والبيوت البشبهنك .. انكرننا وانكرنِّك
ننفضح لا لوم عليهن .. بس ها كيفن يسترنِّك
في سُكاتنا الجاري مِنِّك
رحّبنْ بينا السجون والبيوت الماها منك
الدرادر والمنافي
فينا مَنْ روّح فدايتك ..
وفينا من لا زال ... وفينا مافي من بدّل لرايتِك
وانتي في ذات السكون
التراب يتشهّى حِنّك .. السحاب عابر يفوت واللاّ يكمُد للعيون
بالغبار غُمّة وسوافي
وانتي يا آخر المرافيء
يا ام وجوداً بات خرافي
في صحاريك داخ غفاريك من برد زمنو الرِّعافي
دون كواريك .. مات واتاريك غبتي بي كل المدافيء
يا لساريك لاك موافي
ولا كمان قادرين نسيبِك نمشي في الزمن المجافي
وما عهدناك عاد تخافي
لوحة التاريخ بيشهد لونا والدّم الإضافي
الاّ يا وتري وغناهو ..
يا نبي الثورة الغشاهو برداً أكتر من غُتَاهو
الاّ يا بِتْ جاك زمن لابس الأيام قُلُب
الدّفاتر والكتب
إستحمّن بالغلب
التلاميذ النجب .. طيشا الفقر .... الغبينة
صنّت الأجراس وجينا
إلاّ يا أخ ما لقينا
الجوامع مستباحة .. والمصلّين صَرْ جُنُب
والكنائس جالبا دينا
والمدينة تبيع عوينا
لي النخاسية الغُرُب
واللُّحاسية وعُقُب
تشتري افلام الرُّعُب
والهتافات الجُرُب
عربدت باسم السّما .. توّكت ريح السُّحُب
وكل أطفال الفقارى .. فضلتلها فد شُخُب
في الوقار الفاوه سُبْ
واللاّ اريت ما كُنّا منك .. واللاّ بيناتنا القُرُب
كنا اقلاّ نشوفو عادي
التردِّي الجاي وغادي
سادي في النعم الزيادي
وابن ادم بالايادي
لى سترة الحال يكافِت .. غابة غابة .. ووادي وادي
ينبح المسكين يا طيبة .. طيبة يا راحة الفقارى
وواحة الفي الصّيْ حيارى
عورة الشُّرفاء الفقارى
وسترتها ولُب المباديء
يا بنية الأُجّر ام خير ..
أو نبية الشجر الطير ..
يا رسول البسمة للاطفال بشارة نيل بلادي
يا طليقة الغيم عروس طين البوادي
المناديل بانتظارِك والايادي
معبّا شوق .. يا طيبة .. طيبة .. ولا حياة لمن تنادي
بُكاك بكيتو .. سَكَتْ برايا
كنت حافي على إبر .. بِتّ حابي على شظايا
من كُتُر تعباً تعبتو .. قلت ألقاك ما كفاية
يا أدوب بالمرة بينِك .. يا أكمِّل فيك غُنايا
انتهت كل الخفايا
انتهت كل المحاسِن ... رُحت اكوسلِك في الخطايا
لمّا في ذات لقيا حِرْ .. وزاد هواكي على هوايا
وقمتي خنتيني معايا
اشتكيتِك لى القمر
لما انسام السّحر
الرياحين والزهر
شهدوا ليّ عليك يا اخيّة
القمر سوّاك بريّة
باعتزاز بى نبرة حيّة
صاح في جمعنا يا بريّة
من يكن من غير خطيّة
وقُمْ رميتِك باللِّي فيّ
من المحبة فيا وفيّة
يا معاكي تغيبينا .. يا تعالي وابقي جية
للبعيشو غَصِب عشانِك والبموتو بحسن نية
مُرْ علينا بعد طراوة وبين عيون احباب تقية
نبقى في كتمة وشقاوة وبين عساكر وارزقية
كفاك شكية
يا التّشرِّكْ لي غمامك وتحتَك الانهار قوية
ما انسرق بالليل سنامَك لو قبيل كُسْت الحوية
كفاك شكية
وما بيضيع حق لا قضية
لو في طُلاّب من وراهو ونية بيضاء وبندقية